التكنولوجيا الرقمية

المغرب: تنظيم كأس العالم 2030و رهان تسريع تطوير تكنولوجيا الاتصالات

على ضوء الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها التكنولوجيات الحديثة و قدرتها الكبيرة على دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ، تبرز الأهمية القصوى لتغطية شبكة الإنترنت وجودة الاتصال، لا سيما في المناطق القروية، وبصفة خاصة الانتظارات الكبيرة التي ينتظرها الفاعلون الاقتصاديون والمؤسسات الوطنية والمواطنين من عملية إطلاق خدمات الجيل الخامس (5G) بحلول عام 2026

وباعتبار أن استراتيجية المغرب الرقمي 2030 تسعى إلى تنشيط الاقتصاد الرقمي من خلال توفير خدمات سحابية متنوعة، تراعي السيادة الوطنية وتتوافق مع المعايير الدولية، لتلبية احتياجات كل الأطراف المعنية من القطاعين العام والخا والمجتمع المدني والمؤسسات الاكاديمية والبحث العلمي، وبصفة عامة والاستجابة بالشكل الكامل لمتطلبات تنظيم كأس العالم

فقد أكد لنا السيد أحمد الشافعي، المدير العام لمجموعة إنجسيس لتكنولوجيا الإتصالات و عضو فدرالية تكنولوجيا المعلومات، بصفته خبير مستشار مبادرة الإعلام الذكي لإفريقيا، SMIAfrica.org

تنظيم كأس العالم 2030 فرصة لتطوير تقنيات الاتصال الحديثة بالمغرب

وفي نظر السيد الشافعي فإن تنظيم كأس العالم 2030 يُعدّ حافزاً وفرصة لنشر تقنيات الاتصال الحديثة، مما يتيح لهذا الحدث التاريخي في تاريخ المغرب الاستفادة من أحدث التقنيات المتطورة وتوفير وسائل اتصال أكثر سلاسة وموثوقية وأماناً لجميع المشاركين في هذا الحدث التاريخي للمغرب

لهذا تبرز ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، خاصة مع الحديث عن الجيل السادس من الاتصالات وانتشار الجيل الخامس في العديد من الدول. حيث أشار إلى أن استضافة كأس العالم  2030 تعتبر فرصة ذهبية لتسريع نشر تقنيات الاتصال الحديثة. كما شدد على أهمية وضع إطار تنظيمي مناسب للشبكات الخاصة بالجيل الخامس، والتعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال

وأضاف أن التحديات المرتبطة بالبنية التحتية التكونولوجية والإكراهات المالية التي يواجهها المغرب يجب التغلب عليها في سياق دولي شديد الحركية بفعل الانتشار الواسع لأحدث أجيال شبكات الاتصال وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، وفي وقت يتم فيه الحديث عن الجيل السادس (6G) ومع انتشار الجيل الخامس (5G) في العديد من دول العالم وبعض الدول الإفريقية، فإن المغرب مطالب بالالتحاق بهذا الركب التكنولوجي العالمي السريع الوثيرة

متطلبات ربح الرهان وتفادي تعميق الفجوة الرقمية

أما بالنسبة للتحديات الواجب مواجهتها، يشير الخبير الشافعي فتتمثل من جهة في تحقيق نشر ناجح للجيل الخامس (5G) مع تفادي تعميق الفجوة الرقمية. كما يتعين وضع وسائل فعالة للاستفادة مما تقدمه تقنية الجيل الخامس من تسهيلات للمستخدم، وخلق فرص عمل، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية

ومن جهة أخرى، يجب ضمان مواكبة المستخدمين، والهيئات المحلية، والشركات للتكيف مع هذه التكنولوجيا الجديدة وبالنسبة للشبكات الخاصة بالجيل الخامس (Private  5G)، من الضروري وضع إطار تنظيمي أكثر ملاءمة للجيل الجديد من الشبكات الفرعية  أوالحصرية  التي قد تُدار عن طريق تراخيص خاصة من قبل الفاعلين في القطاع الخاص والعام تمنحها  شركات الاتصالات وفق تفويض استغلال يحدده القانون

أداء تقنية الجيل الخامس (5G) من حيث سرعة البيانات (أسرع من 10 الى 20 مرة من الجيل الرابع 4(5G)، ووقت الاستجابة (أقل بـ 30 إلى 50 مرة )، وأمن البيانات يفتح الأبواب أمام العديد من التطبيقات والاستخدامات المتنوعة. تُعد هذه التقنية مصدراً لخلق القيمة في العديد من القطاعات وتتيح تطوير تطبيقات جديدة تركز على إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI)، والتي تشمل استخداماتها مجالات الصحة، الصناعة، الزراعة، الأمن، التعليم، النقل

ستُمكن تقنية الجيل الخامس (5G) من ربط مليارات الأجهزة بتواصل شبه فوري وإمكانيات غير محدودة، مما يعزز إنشاء « المصانع الذكية »، « المباني الذكية »، و »المدن الذكية »، التي سيكون لها تأثيرات كبيرة على جودة وأسلوب حياة المواطنين

عروض مشغلي شبكات الاتصالات ستتطور مع وتيرة انتشار تقنية الجيل الخامس (5G)، وسنشهد ظهور عروض وباقات جديدة تتماشى مع ميزات الجيل الخامس، مما سيمكن المستخدمين من الاستفادة من الإنترنت فائق السرعة بأسعار تنافسية

ومع ذلك، فإن نشر البنية التحتية للجيل الخامس يتطلب استثمارات كبيرة وقد يحد من المناطق المشمولة بالتغطية. مما قد يؤدي إلى ظهور تفاوتات بين المناطق، حيث سيحظى بعض المستخدمين بفرص وحلول أوسع مقارنة بغيرهم، مما يزيد من مخاطر التفاوت الرقمي، وهو ما يشكل مصدر قلق رئيسي لجميع الدول

لتجنب تعميق الفجوة الرقمية، يجب اتخاذ تدابير مناسبة لضمان تغطية واسعة وعادلة لهذه التقنية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إجراءات تنظيمية وحوافز تشجع مشغلي شبكات الاتصالات على تبني تغطية واسعة النطاق لتقنية الجيل الخامس في جميع مناطق المملكة

متطلبات الحكامة والتعاون الإقليمي والدولي في مجال الجيل الخامس للاتصالات

أكد السيد الشافعي أنه يمكن أن تكون الشراكات بين القطاعين العام والخاص حول تقنية الجيل الخامس (5G) وتحفيز إنشاء شركات في هذا المجال محركاً للنمو الإقليمي والوطني، مما يتيح خلق قيمة مضافة وفرص عمل

في منطقتنا، يعتبر تطور المغرب في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأن يكون نموذجاً يُفتح من خلاله المجال لإقامة شراكات تقنية وتنظيمية، وكذلك التعاون في تبادل الخبرات مع الدول الصديقة

من جهة أخرى، يمكن أن تكون الشراكات بين المغرب ودول أخرى في المنطقة في مجالات إدارة الطيف، ومنح تراخيص استغلال شبكات الاتصالات، والاستثمارات المشتركة، أو خلق القيمة حول تقنية الجيل الخامس (5G) محركات للتنمية الإقليمية والوطنية في بلداننا

على المستوى الدولي، تتابع الجهات الفاعلة في مجال الاتصالات في المغرب عن كثب عمليات نشر الجيل الخامس (5G) في العالم، وتستفيد من تجارب الدول الأخرى التي سبق أن تبنت هذه التكنولوجيا، وذلك عبر شراكات مع الجهات الفاعلة في هذا المجال. كما تشارك المؤسسات المغربية بفعالية في المناقشات واللقاءات الإقليمية والدولية المتعلقة بالتنظيم ووضع المعايير للتكنولوجيات الجديدة ضمن المنظمات الدولية المتخصصة

توفر تقنية الجيل الخامس (5G) أيضاً إمكانية وضع نموذج عمل جديد لشبكات الشركات. وبفضل خبرتها المعروفة على الصعيد العالمي، يمكن للشركات المغربية أن تصبح رائدة في تقديم هذا النوع من الحلول على المستويين الإقليمي والدولي

Afficher plus

Articles similaires

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page